دعت المعارضة السودانية الجمعة إلى مظاهرات جديدة وحاشدة السبت ضد الرئيس عمر البشير الذي يرأس البلاد منذ نحو 30 عاما. وتضمن بيان لحزب الأمة السوداني المعارض دعوات لرفع حالة الطوارئ واستقالة البشير وحل جميع المؤسسات الدستورية. ويأتي ذلك في إطار حركة احتجاجية مستمرة منذ ديسمبر/كانون الأول رغم تراجع زخمها في الآونة الأخيرة.
دعا زعيم حزمة حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي الجمعة إلى مظاهرات حاشدة السبت ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ 30 عاما، وحض البشير على رفع حالة الطوارئ والاستقالة، كما دعا المهدي الذي كان رئيسا للوزراء البشير إلى حل جميع المؤسسات الدستورية وتشكيل مجلس مكون من 25 عضوا لإدارة البلاد.
وتضمن بيان أصدره حزبه عنه قوله خلال صلاة الجمعة "غدا السادس من أبريل/نيسان ستكون هناك مشاركة كبيرة (...) أدعو الجميع لتلبية نداء وطنهم". وتابع "أدعو الرئيس البشير إلى الاستقالة وحل المؤسسات التنفيذية والدستورية وتكوين تأسيس من 25 شخصية يتولى شؤون البلاد".
وقال أمام حشود من المصلين في مسجد في مدينة أم درمان إن على البشير أن يلغي حالة الطوارئ التي أعلنها في شباط/فبراير في مسعى لوضع حد للتظاهرات التي هزّت البلاد منذ ديسمبر/كانون الأول. وأفاد شهود أنه عقب الصلاة، خرج المصلون في مظاهرة صغيرة خارج المسجد لكن الشرطة سارعت إلى تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
والتقى البشير عصر الجمعة في القصر الرئاسي في الخرطوم ممثلين عن مجموعات من المجتمع المدني وحلفاء سياسيين له. وقال البشير أمامهم "إن الحوار هو الوسيلة الأسرع والأرخص والوحيدة للوصول إلى خيارات يرضى عنها أهل السودان" داعيا السودانيين إلى "اختيار قياداته عبر الانتخابات لأنها الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة".
ويذكر أن البشير تسلم السلطة عبر انقلاب دعمه الإسلاميون عام 1989 أطاح بحكومة المهدي آنذاك. وقضى المهدي عدة فترات في المنفى لكنه عاد إلى السودان في ديسمبر/كانون الأول تزامنا مع اندلاع المظاهرات.
ويتهم المتظاهرون حكومة البشير بسوء إدارة اقتصاد البلاد. وتفاقم الغضب على مدى سنوات في السودان جراء ارتفاع أسعار الغذاء والنقص في الوقود والنقد الأجنبي.
وتجسّد هذا الغضب في الشارع في 19 ديسمبر/كانون الأول عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاث أضعاف فخرجت مظاهرات واسعة في أنحاء البلاد للتنديد بحكم البشير. وفي الوقت الذي تراجعت فيه كثافة المظاهرات خلال الأسابيع الأخيرة، دعا المنظمون مجددا إلى احتجاجات في كافة أنحاء البلاد السبت.
واختار منظمو المظاهرات تاريخ 6 أبريل/نيسان للدعوة للتظاهرات لإحياء ذكرى انتفاضة العام 1985 التي أطاحت بنظام الرئيس آنذاك جعفر النميري.
وقاد الحركة الاحتجاجية الحالية في البداية "تجمع المهنيين السودانيين" لكن المهدي رمى بثقله خلفها في أواخر يناير/كانون الثاني.
ويشير محللون إلى أن الحركة تحولت إلى أكبر تهديد يواجهه البشير حتى اليوم.
لكن الرئيس بقي على موقفه مصرا على أن التغيير لن يتم إلا عبر صناديق الاقتراع، ففرض حالة الطوارئ وغيرها من الإجراءات الصارمة التي اعتقل على إثرها الكثير من المتظاهرين وقادة من المعارضة والناشطين والصحافيين.
ويقول مسؤولون إن 31 شخصا قتلوا في أعمال عنف على صلة بالمظاهرات حتى الآن بينما تقدر منظمة "هيومن رايتس ووتش" عدد القتلى بـ51، بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.
فرانس24/ أ ف ب