فلسطين بالقلب فلسطين بالقلب
recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

احتدام الجدل بين مشارك ومقاطع.. أغنية سياسية لتشجيع فلسطينيي الداخل على المشاركة في انتخابات الكنيست

احتدام الجدل بين مشارك ومقاطع.. أغنية سياسية لتشجيع فلسطينيي الداخل على المشاركة في انتخابات الكنيست


وديع عواودة

 1
 حجم الخط

الناصرة- “القدس العربي”:
مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، واحتدام النقاش حول المشاركة أو مقاطعة الانتخابات في صفوف الفلسطينيين داخل إسرائيل، لأسباب أيدلوجية أو لعدم اللامبالاة أو إحباطا من أداء القائمة المشتركة، أطلق مغني الراب المعروف تامر نفار أغنية جديدة حادة من حيث المضمون دعا من خلالها الشباب العربي للمشاركة في الانتخابات القريبة.
تأتي هذه الأغنية السياسية على خلفية استطلاعات رأي ودراسات تفيد بأن نحو نصف فلسطينيي الداخل يعتزمون مقاطعة الانتخابات العامة للكنيست يوم الثلاثاء وبأغلبيتهم الساحقة، وليس بسبب دواعٍ أيديولوجية، وذلك احتجاجا على استشراء العنصرية الإسرائيلية، وعلى أداء أحزابهم العربية وتفكيكها للقائمة المشتركة.
في المقابل تدعو أوساط مثقفين وناشطين فلسطينيين للمشاركة في الانتخابات واغتنام فرصة التعادل بين الحزبين الكبيرين ” الليكود ” و”أزرق- أبيض “ كي يكون النواب العرب “بيضة القبان” وتشكيل نوع من “الكتلة المانعة” الذي يمكّنهم من تحقيق مكاسب مدنية لمجتمعهم الفلسطيني.
الثأر من نتنياهو
كما يدعو عدد متزايد من المثقفين العرب في الداخل لزيادة نسبة تصويت العرب من أجل الثأر من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لأن رفع عدد النواب العرب يعني من ناحية احتساب قوة الأحزاب الإسرائيلية في الكنيست، وفشل نتنياهو في تشكيل حكومة، وفق ما يؤكد دكتور ثابت أبو راس لـ”القدس العربي”.
ويوضح أبو راس أن إحجام المواطنين العرب عن ممارسة حقهم الديموقراطي يعني توزيع مقاعد العرب على الأحزاب الصهيونية الكبيرة، وبالتالي ارتفاع احتمال بقاء نتنياهو في الحكم.
وتابع: “هذه فرصة لنا للإطاحة بنتنياهو الذي لا يفوت فرصة لشيطنتنا والتحريض علينا وإهانتنا كما فعل في قانون القومية، فلماذا لا نثأر منه ونساهم بالإطاحة به؟”.
واستذكر زميله المحاضر في العلوم السياسية، أسعد غانم في تصريح لـ”القدس العربي” أن استنكاف المواطنين العرب عن التصويت يعني صب الماء على طاحونة نتنياهو واليمين، الذي يريد نزع شرعيتهم السياسية وييسر مهمتهم في ممارسة التهجير الصامت من خلال تضييق الخناق عليهم كل يوم.
ووافق غانم أيضا على أن المشاركة في التصويت بنسبة عالية سيضاعف احتمالات إسقاط نتنياهو ويعني تلقينه وبقية العنصريين درسا بأننا هنا وقادرون على محاسبة من يطعن بنا. في المقابل دعت أوساط أخرى أقل انتشارا للمقاطعة الأيديولوجية، أبرزها حزب الوفاء والإصلاح الذي يقوده عدد من أتباع الحركة الإسلامية المحظورة.
البرلمان الصهيوني
كما دعا الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة منذ 2016، لعدم المشاركة في الانتخابات “البرلمان الصهيوني” وشكك بجدوى وجود العرب في الكنيست.
يشار إلى أن الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 قد أسسها الشيخ الراحل عبد الله نمر درويش في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وبعد دخولها للمرة الأولى حلبة الانتخابات للكنيست عام 1996 انقسمت على ذاتها لشق شمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح وحظرته إسرائيل قبل سنوات، وإلى شق جنوبي ما زال قائما وفاعلا.
وقال الشيخ كمال خطيب أيضا إن النواب العرب وحينما كانوا موحدين في المرة الماضية ضمن القائمة المشتركة لم يتمكنوا من منع تشريع قانون القومية العنصري، فكيف سيؤثرون اليوم وهم فرادى؟ ويدعو ناشطون في حركة ” أبناء البلد ” وغيرهم لمقاطعة الانتخابات ضمن حملة شعبية للمقاطعة، معتبرين أن المشاركة في الانتخابات يمنح الشرعية لإسرائيل ويمكنها من استغلال النواب العرب للدعاية في العالم بغية الظهور كدولة ديموقراطية كما يؤكد محمد كناعنة أحد قادة حركة ” أبناء البلد” في تصريحاته الإعلامية.
بطن الحوت
بالمقابل، يؤكد الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية الشق الجنوبي، التي تشارك في الانتخابات منذ 1996 أن خوض الانتخابات ينطوي على رؤية متبصرة للواقع الخاص للفلسطينيين في الداخل والمقيمين داخل “بطن الحوت”.
ويشير أبو دعابس في مقاله أمس لضرورة حماية مكتسبات الحركة الإسلامية وتفويت فرصة الشطب على المتربصين فيها، ويتابع: “البرلمان ليس بديلا عن الميدان بل يكمله وكل العالم يعرف ويطلع على مشاريعنا الدعوية والاجتماعية والسياسية وفي آخرها رعاية (أم حملات الإغاثة) التي قدمنا فيها مساعدات جمة للقدس وغزة والنقب والإخوة اللاجئين في سوريا وتركيا”.
وتساءل أبو دعابس: “الخيار إما ندعم شبابنا المرشحين ليكونوا صوتنا ولساننا الذي يفضح العنصرية في إسرائيل أو نترك الساحة للأحزاب الصهيونية؟”.
وهذا ما أكده النائب أيمن عودة لـ”القدس العربي” والذي يقول إن نتنياهو شرع في عملية نزع شرعية المواطنين العرب منذ اكتشف قوتهم عام 1993 يوم تمت مصادقة الكنيست على اتفاق أوسلو بفضل خمسة نواب عرب.
طبيعة السياسة
كما يشير إلى أن نتنياهو تنبه لقوة المواطنين العرب في الانتخابات المباشرة بينه وبين شيمون بيريز عام 1996 وفيها فاز بفارق 30 ألف صوت فقط. وتابع: “وقتها أحجم مواطنون عرب كثيرون عن المشاركة في الانتخابات احتجاجا على ارتكاب إسرائيل بقيادة بيريز مجزرة قانا الأولى مما أدى لصعود نتنياهو للمرة الأولى كرئيس وزراء”.
وتابع عودة: “ثم تكرر السيناريو يوم صادقت الكنيست على فك الارتباط عن غزة عام 2005 ووقتها أيضا لم يكن ذلك ممكنا لولا دعم النواب العرب للقرار “.
ودعا أيمن عودة فلسطينيي الداخل لممارسة حقهم الديموقراطي والمساهمة في إطاحة نتنياهو، لافتا إلى أن المعركة على البقاء ما زالت مفتوحة.
وردا على سؤال حول حالة العتب والغضب في الشارع العربي بعد تفكيك المشتركة، قال عودة إن السياسة في كل مكان وزمان تحتمل التحالفات مثلما تحتمل تفكيكها. وتابع: “بذلنا ما بوسعنا للحفاظ على المشتركة ولكن هذه ليست نهاية المطاف والفرصة متاحة لإرسال 13 نائبا عربيا للكنيست يكونوا حراسا على مصالح شعبنا”.
الأغنية السياسية
ومن خلال أغنيته “تامر مجبور يصوت” عكس المغنى تامر نفّار الخطاب السائد اليوم في الشارع الفلسطيني في الداخل كما والتخبطات التي يعيشها عدد من المصوتين العرب. مؤكدًا على أنه يحمل ملاحظات وتخبطات ايضًا إلا أنه يرجح كفة المشاركة في الانتخابات والتصويت، ليس من باب تجميل الديمقراطيّة الإسرائيلية، إنما في محاولة صد الهجوم العنصري والإرهابي الذي يتعرض له المواطنون العرب.
وتطرّق نفار من خلال الأغنية إلى ما آلت إليه القائمة المشتركة، والتي عززت سابقًا ثقة الناخب العربي ودفعته إلى التصويت وأدى تفكيكها إلى حالة إحباط ومقاطعة. مشدا على أنّ النواب العرب خدموا جماهيرهم العربية، وهذا ما لمسه شخصيًا في أعقاب الهجمة اليمينة التي تعرّض لها في الآونة الأخيرة.
شرعنة الترحيل
وشدد نفار من خلال الأغنية أنّ المقاطعة أو اتخاذ موقف الحياد سيقود إلى شرعنة الترانسفير وطرد العرب، الأمر الذي أكدته عشرات القوانين التي سنت مؤخرًا في الكنيست وقسم منها استطاع النواب العرب صدها، ناهيك على أنّ الخروج من الحلبة السياسيّة سينمي أصوات اليمين ويقويها أكثر. كما شدد نفار على أنّ المشاركة في التصويت لا تخدم العربيّ فقط، إنما تخدم اللاجئ والمهجر وفلسطينيي الـ67، وأيضا النساء المعنفات، حيث تضمن هذه المشاركة تمثيلا لكل الفئات.
مواجهة العنصرية الإسرائيلية
ومما جاء في الأغنية: “إذا صوتنا ممكن يحذف ليبرمان، يسجن بيبي (نتنياهو)، إحنا جاهزين. كنت بدي أقاطع وقررت أنه بديش أنقطع. من أجل اخواني بالـ67 بدي أصوت. للي بمسيرة العودة ماشيين بدي أصوت. من أجل كل لاجئ ولاجئة بدي أصوّت. من أجل المعنفات بالملاجئ، بدي أصوّت. عشان أغني للي بدوش يصوت بدل ما احكي معاه في شاحنات الترانسفير، فبدي أصوت”.
يُشار إلى أنّ الفنان تامر نفار يعد من الأصوات المؤثرة في المجتمع العربي، حيث أثارت اغانيه النقاش إعلاميًا وسياسيًا، مما حدا بوزيرة الثقافة، ميري ريغيف ووزراء آخرين، إلى شن هجوم عليه وعلى أغانيه، وحتى منعه من العرض في عددٍ من المسارح والحفلات.
ويوضح المغني الراب تامر نفار من مدينة اللد لـ”القدس العربي” أن إطلاق هذه الأغنية لم يكن سهلا، خاصةً مع تنامي أصوات المقاطعة في المجتمع العربي، حيث تهدف هذه الأغنية إلى الرد على هذه الأصوات وعكس التخبطات التي نعيشها في هذا المجتمع. وأضاف: “برأيي، إذا ما كان صوتي قادر على إبعاد بنيامين نتنياهو أو أفيغدور ليبرمان عن الحكم، فهذا الصوت واجب وضروريّ”.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

فلسطين بالقلب

2016