ترقب فلسطيني لنتائج الانتخابات الإسرائيلية.. وما هو مصير نتنياهو؟
رام الله – “القدس العربي”: تتجه أنظار الفلسطينيين الى الثلاثاء المقبل، موعد إجراء انتخابات الكنيست الإسرائيلية على أمل حدوث تغيرات في التركيبة المتطرفة التي تقود إسرائيل حاليا واتخذت اجراءات غير مسبوقة ضد الفلسطينيين.
بيد أن كل المؤشرات واستطلاعات الرأي تشير الى بقاء رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو مجددا وبتركيبة أكثر تطرفا، وهو سيناريو ما زالت لا تتمنى حدوثه القيادة الفلسطينية، التي تشهد علاقتهما قطيعة، حيث كانت هناك فرص أكبر لحدوث تغيرات بوصول ائتلاف “الجنرالات” عقب إطلاق الحزب الجديد (أزرق أبيض) والذي سرعان ما تراجع وفق استطلاعات الرأي أمام ائتلاف نتنياهو، وهو تغيير كانت تفضله القيادة الفلسطينية على استمرار حكم نتنياهو على أمل فتح “الحزب اليمني الوسطي” مسار التفاوض مجددا.
المراقبون في الشأن السياسي، واستطلاعات الرأي تؤكد ان لا مفاجئة في الانتخابات الإسرائيلية، ولن يكون لإسرائيل وجه جديد، بقدر ما سيكون الفلسطنيون أمام توجهات إسرائيلية أكثر تطرفا تتعلق بضم مناطق واسعة من الضفة الغربية.
وفي الإطار، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية، برهوم جرايس، في حديث مع “القدس العربي”، ان “كل المؤشرات تشير الى إمكانية فوز نتنياهو “الليكود” في الانتخابات المقبلة أمام الأحزاب الأخرى لكن سيتطلب مشاركة كتل برلمانية عديدة ليتسنى له تشكيل الحكومة وهي أحزاب متطرفة بطبيعتها، لذلك قد يواجه نتنياهو تعقديات في تشكيل الحكومة.”
صلب برامج الكتل المنافسة ينصب على فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات، بمعنى فرض السيادة على مناطق واسعة بالضفة الغربية، لذلك الكنيست المقبل سيكون أشد تطرفا تجاه الفلسطينيين ، وسينصب عملها على ضم الضفة الغربية وسن التشريعات المناهضة للحقوق الفلسطينية.
وأضاف ان صلب برامج الكتل المنافسة ينصب على فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات، بمعنى فرض السيادة على مناطق واسعة بالضفة الغربية، لذلك الكنيست المقبل سيكون أشد تطرفا تجاه الفلسطينيين ، وسينصب عملها على ضم الضفة الغربية وسن التشريعات المناهضة للحقوق الفلسطينية.
وحول المشاركة العربية في انتخابات الكنيست، أشار إلى ان الوسط العربي في حالة ارتباك عقب الدخول بقائمتين بدلا من القائمة المشتركة، “ولا خطر عليهما باجتياز نسبة الحسم لكن سيفقد العرب بعض المقاعد التي ستذهب نحو الكتل اليمينية المتطرفة، حيث ان نسبة العرب من إجمالي المصوتين تشكل 15.7% بواقع 19 مقعد”.
وتابع جرايس، ان التقديرات تشير الى انخفاض نسبة المصوتين العرب إلى 55% مقارنة في 62% في الانتخابات الماضية وهو ما سينعكس سلبا على حجم المقاعد العربية في الكنيست.
ولا يعتقد جرايس ان ما يجري في غزة من تصعيد، يمكن ان يلحق ضررا بنتنياهو، فهناك إجماع على السياسة المتبعة الآن تجاه غزة وكل ما يقال يندرج في إطار المناكفة السياسية المكشوفة للجمهور.
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة “هآرتس” يوم الأربعاء، تقدم حزب الليكود الحاكم، بقيادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بثلاثة مقاعد عن أقرب منافسيه، تحالف “كاحول لافان” برئاسة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، وسط تقدم لافت لمعسكر اليمين، ما يعزز من فرص تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، ويضعه على عتبة ولاية خامسة.
وبينت النتائج تقدما في تمثيل معسكر أحزاب اليمين والحريديم الذي يواصل التفوق على معسكر أحزاب الوسط – يسار، بحيث يصل تمثيل الأول إلى 67 مقعدا في الكنيست، مقابل 53 مقعدا فقط لأحزاب الوسط- يسار والأحزاب العربية.
وبينت النتائج تقدما في تمثيل معسكر أحزاب اليمين والحريديم الذي يواصل التفوق على معسكر أحزاب الوسط – يسار، بحيث يصل تمثيل الأول إلى 67 مقعدا في الكنيست، مقابل 53 مقعدا فقط لأحزاب الوسط- يسار والأحزاب العربية.
وبحسب نتائج الاستطلاع، حصل الليكود على 30 مقعدًا، حيث تقدم بـ3 مقاعد على تحالف “كاحول لافان” الذي تراجع عن نتائج آخر استطلاع نشرته الصحيفة (31 مقعدًا) واقتصر تمثيله على 27 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا.
وحصل حزب العمل، برئاسة آفي غباي، على 10 مقاعد ، بينما حصل تحالف أحزاب اليمين المتطرف (“البيت اليهودي”، “الاتحاد القومي” و”عوتمسا يهوديت”)، وتحالف الجبهة العربية للتغيير، على 7 مقاعد.
وبحسب النتائج حصلت كتلة “يهدوت هتوراه” الحريدية على 6 مقاعد، بينما حصلت كل من “اليمين الجديد” و”كولانو” و”زيهوت” “شاس” و”ميرتس” على 5 مقاعد، ونجح “يسرائيل بيتينو” برئاسة أفيغدور ليبرمان في تخطى نسبة الحسم بمقدار بسيط، وحصل على 4 مقاعد في الكنيست، كما حصل تحالف الموحدة والتجمع على 4 مقاعد كذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا ما تطابقت نتائج الانتخابات مع نتائج استطلاعها، فإن نتنياهو سيجد نفسه في وضع مثالي، بحيث سيتمكن من تشكيل الحكومة دون التعرض إلى ابتزاز شركاء سابقين أو متوقعين، ما سيمنحه فرصة عقد صفقات ائتلافية لا تجعل من حكومته المستقبلية على محك متواصل.
وفي السياق، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية، انطوان شلحت، في حديث مع “القدس العربي” ان الشيء الواضح من استطلاعات الرأي لغاية الآن فوز المعسكر اليميني المتشدد الذي يقوده نتنياهو مع تيار “الحريديم”، لذلك نستطيع التكهن ان الحكومة الإسرائيلية ستكون أشد تطرفا او نسخة طبق الأصل عن الحكومة الحالية.
وبين ان هناك سيناريو أقل ترجيحا، يتمثل بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الحزبين الكبيرين “الليكود” ، “وأزرق أبيض” إضافة الى الأحزاب الأخرى لكن في نهاية المطاف سنكون أمام حكومة يمنية بامتياز ، خاصة ان المكون الأول للانتخابات الحالية “اليميني المتشدد” بقيادة الليكود والمكون الثاني “يميني وسطي بتحالف (أزرق أبيض)”، بالمقابل المكون اليساري هزيل ومختفي، لذك من يروج لإسرائيل جديدة هي ادعاءات أمام حقيقة إمكانية تشكيل حكومة يمينية وأشد تطرفا.
ويرى شلحت ان ما يجري في غزة يسجل لنتنياهو وليس عليه، حيث يسود الهدوء، وهناك فرص أكبر لعقد تهدئة تجلب هدوءا أطول مع قطاع غزة، اضافة الى تعميق الانقسام.
وأوضح ان استطلاعات الرأي تؤكد أن الغالبية ستكون لأحزاب اليمين التي تشكل المسار الطبيعي لائتلاف نتنياهو، لذلك كل الترجيحات تشير الى بقاء نتنياهو في الحكم وعلى الفلسطينيين الاستعداد لسنوات صعبة.